الثلاثاء، 5 مارس 2013

إصغاء و الإصغاء النشيط (Écoute et Écoute Active) اعداد:د.بوفولة بوخميس

إصغاء و الإصغاء النشيط (Écoute et Écoute Active) 
  

1- تعريف الإصغاء
يعني الإصغاء استقبال رسالة و فهمها .
2- تعريف الإصغاء النشيط (Écoute Bienveillante)
و يسمى أيضا  ، إصغاء عطوف ، رحيم ، مشفق.                                                                                و هو إعادة صياغة أحاسيس ، محدثك بواسطة الكلمات ، و هو أيضا فهم و تفسير البعد الوجداني الذي لا يظهره محدثك لفظيا .
3- صاحب المصطلحين  
لقد وضع كارل روجر « Carl Rogers » هذان المصطلحان كعالم معروف كعالم نفس أمريكي و هو صاحب و رائد الاتجاه الإنساني في علــــــم النفس ، يعتنق المسيحية ( البروستانتية ) و يتخذها مرجعا و ملهمـــا لأفكاره .
4- الفرق بين مصطلح الإصغاء و مصطلح الإصغاء النشيط
الإصغاء هو استقبال الرسالة و فهمها فقط .                                   أما الإصغاء النشيط فهو ممارسة الشخص الممارس له بنشاط أمــــام العميل ، و يتمثل هذا النشاط في :                                              - فهم الرسالة ( يظهر الإهتمام و الفضولية ) .                                 - يطلب شروحات .                                                                    - لا يحكم على العميل ( الأحكام القيمية ) .                                         - لا يفسر أقوال محدثيه .
5- أهمية الإصغاء النشيط
إن أهمية الإصغاء النشيط أهمية كبيرة للغاية و جلية فهو يسمح بخلـق ثقة لدى الآخر ، فيسهل الإتصال و تسمو العلاقة و يحس العميل بأنــــه مفهوم و معترف به .                                                                          إن الإصغاء النشيط يساعد العميل على التحكم في الوضعية التي يكون فيها .
6- شروط الإصغاء النشيط
هناك ثلاث شروط لابد أن تتوفر في الإصغاء النشيط و هي : 
              - القدرة على الإصغاء ( Savoir Ecouter) .    
              - القدرة على طرح الأسئلة الجيدة لكشف أحاسيس العميل .   
              - القدرة على إعادة الصياغة .
7- كيف ينجح الإصغاء النشيط
لابد من توفر شروط عدة نذكر منها : 
             - القدرة على السكوت بمعنى عدم استجابة الفاحص انفعاليا لما يقوله العميل .            
             - عدم مقاطعة الآخر و تركه يتكلم .                         
             - البقاء على الحياد .                                                             
            - أن يكون عطوفا .   
            - طرد الأفكار المسبقة عند المعالج .    
            - الامتناع عن أي محاولة للتفسير .   
            - اتخاذ وضعية جلوس تتسم بالحضورية .     
            - طرح أسئلة مفتوحة . 
            - حث العميل على تحديد أفكاره عندما تكون غامضة أو عامة.  
            - إعطاء العميل العديد من العلامات البصرية و اللفظية التي تدل على الاهتمام به.                            - إعادة صياغة أقوال العميل بكلمات العميل ذاتها ثم فيما بعد بكلمات الفاحص .    
           - إظهار المشاركة الوجدانية :و تعني المشاركة الوجدانية أن يتمكن الإنسان من فهم أحاسيس و انفعالات شخص آخر ، وفهم حالاته العقلية غير الانفعالية ،كالمعتقدات و الأفكار ، و نسمي المشاركة الوجدانية في هذه الحالة " بالمشاركة الوجدانية المعرفية " .   
8- الفرق بين :المشاركة الوجدانية ،المودة،  التعاطف  و العدوى الانفعالية .                          يجب الانتباه إلى الفرق الموجود بين هذه المصطلحات الأربعة ، رغم ان كل واحد منها يعد نوع من أنواع الإصغاء  ، و كل منها هو محاولــــــة لفهم الآخر .و يمكن حصر الفروق بينها فيمايلي :
- المشاركة الوجدانية 
أكتشف هذا المصطلح الفيلسوف الألماني ك . فيشــــر K . Fischer  سنة 1973 ، و كان " فيشــر " يستعمل هذا المصطلح في ميدان علـم الجمال و كانت تسمى المشــاركة الوجدانية الجمــــالية . و كانت هذه المشاركة الوجدانية تعني نمط العلاقـة التي يربطها الشخص مع الإنتاج أو الإبداع الفني لغاية معرفة دلالته أو معناه.  إن المشاركة الوجدانية هي قدرة على تصور الحالة العقلية للآخر بعيـدا عن أي حكم قيمي. إن الشخص الذي يمارس المشاركة الوجدانية لا يفقد هويته بل يحــافظ عليها .
- المودة
استخدم هذا المصطلح آدم سميث Adam Smith للدلالة على ما يعــــــرف اليوم  ب  " المعــــرفة الجمالية " ، فالمودة أن يكون للشخص  نفـــــس انفعال و نفس إحساس الآخر . بل هناك التحام معه .    إن المودة استجابة دافعية تعتمد على القرب الوجداني .
- التعاطف
هو مجرد حزن لآلام الآخرين.
- العدوى الانفعالية
هنا يحس الشخص بنفس الحـــالة الوجدانيـــــــة للآخر و لا يبقي على المسافة بينهما . و هذا عكس المشاركة الوجدانيــــة الذي يبقي على هذه المسافة .
9- فوائد الإصغاء النشيط حسب كارل روجرز
يلخص لنا " كارل روجرز " فوائد الإصغاء النشيط في الفقرة التالية :         « Quand j’ai été écouté et entendu , je deviens capable de percevoir d’un œil nouveau , mon monde intérieur et d’aller de l’avant . Il est étonnant de constater que des sentiments qui étaient parfaitement effrayantes deviennent supportables dés que quelqu’un nous écoute . Il est stupéfiant de voir que des problèmes qui paraissent impossibles à résoudre deviennent solubles lorsque quelqu’un nous entend »                        
عندما يصغى إلي و أكون مسموعا ، أصبح قادرا على إدراك عالمي الداخلي بصورة جديدة و السير إلى الأمام ، و من المدهش أن ألاحظ أن  أحاسيس كانت مخيفة جدا أصبحت ممكن تحملها عندما يصغي إلينا . و المدهش أيضا أن بعض المشكلات التي كنا نعتقد باستحالة حلها تصبح سهلة الحل إذا استمع إلينا شخص آخر . 
ملاحظة
يتقدم الأستاذ بوفولة بوخميس بالشكر الجزيل الى الطالبةعبلة رحموني التي تحملت مشقة كتابة هذه المحاضرة آليا على الحاسوب تضحية منها من اجل العلم و لاجل زملائها،فلها منا جزيل الشكر,

هناك تعليق واحد: